تعد الأمثال الشعبية من أهم موضوعات المأثورات الشعبية من حيث انها تعبير أدبي موجز عن تجارب الناس ومعاناتهم تتجلى فيها مشاهد لجوانب مختلفة من الحياة اليومية ومن العلائق الانسانية
فقد استطاعت بما تحمله من قيم أخلاقية وثقافية إنسانية أن تتجاوز في مراميها الطرافة والإمتاع إلى غاية ودلالات تتضمن الحكمة وتحمل التحذير .. تحث على الإقدام حيناً وتشجع على التقاعس حيناً آخر ......

ولا تكتفي الأمثال برسم معالم الحياة الاجتماعية ورصد السلوك والانساني بل تقدم إلى جانب ذلك الاسلوب الذي يجب اتباعه .. فجاءت تعبر عن الإنسانية في مختلف مظاهرها بكل ما فيها من خير وشر وجمال وبشاعة .. بساطة وتعقيد ..

وأولت هذه الامثال المرأة اهتماماً مميزاً بوصفها محور الحياة ..



ومن النماذج النسائية التي يرد ذكرها في الامثال نموذج المرأة النشيطة التي تسطيع تدبر أمرها والقيام بواجبها

(المرا الشاطرة تقضي حاجتها , والمرا الخايبة تنده جارتها )
(خذ أم الكار ولا تاخذ أم السوار)
(المرا الشاطرة تقول للفرن قود من غير وقود)



والمرأة الخفيفة الدم وإن لم تكن جميلة :

(بيع الجمال واشتري الخفة ,الجمال كتير بس الخفيف صدفة)

وهذا لا يعني التقليل من قيمة جمال المرأة .. بل على العكس جمالها يدخل السرور على قلب الرجل وقد يجعله يستغني عن الطعام في بعض الاحيان :

(خد الحلوة واقعد قبالها , وإن جعت شاهد جمالها)

أما الأمثال التي تتناول الزواج كعلاقة اجتماعية مهمة وأساسية وتحث الرجل على حسن اختيار الأاصل الأصل الطيب:

(خذ الأصيلة ونام ع الحصيرة)
(بنت الاكابر غالية ولو كانت جارية)

وكذلك الأمر للزوج أهمية عند المرأة وهي في حاجة ماسة إليه :

(زوج من عود خير من قعود)
(عريس من خيطان أجاكر فيه الجيران)
(الرجال رحمة ولو كان فحمة)

ومن شدة ارتباط المرأة بزوجها وتعلقها به تفضل أن تبقى معه وإن كان قاسياً معها ..

(ناره ولا جنة أهلي)

وفي تقاليد المجتمع الشرقي الزوج هو الذي يعطي المرأة مكانتها الاجتماعية ..

(في بيت اهلي أجيرة وفي بيت زوجي أميرة)
(اللي زوجها معها تدير الدنيا باصبعها)
(اللي يقول لمرتو يا هانم يستقبلوها ع السلالم)
(اللي زوجها يحبها الشمس تطلع لها)



أما المرأة الأم وبوصفها صانعة الحياة تحب كافة أولادها بلا استثناء مهما كان عددهم ..

(لو كانوا مية أعز علي من عينيّ)
(اللي أمه بالدار حظاته كتار)

ويا لبؤس من ماتت أمه :

(بعد الأم روح انطم)
(مات ابوي ع المراتب حطوني , ماتت أمي ع المزابل رموني)

والأمثال لم تنس أن تلقي الضوء على اعجاب الأم بأبنائها حتى أنها لااااا ترى أجمل منهم :

(خنفسة شافت ابنها ع الحيط قالت تئبرني متل الولية مشكوكة بالخيط)
(القرد بعين أمه غزال)
(قالوا للقاق جيب أحلى ولد .. راح جاب ابنه)



وحرصاُ على مشاعر الأب الذي يرزق بالبنات وتخفيفاً له من الحزن والصدمة يقوله :

(أبو البنات مرزوق)
(اللي ما عناده بنات ما يعرف الناس أيمتى مات)


لكنه بالمقابل يدعو إلى عدم الإكثار من البنات لأن في ذلك مدعاة إلى الشماته :
(كثرتن شماته ولو كانو تلاته)



ولصورة اشمل للمراة ولمكانتها الانسانية في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد أجد أن الأمثال أطرت المرأة في صورة مبتذلة تحط من مكانتها ودورها الكبير في الحياة فهي خائنة وعلى الرجل ألا يأمنها ..

(أمن بحية ولا تأمن بمريّة)
(يا مآمن بالنسوان ياتايه بالعنوان)



وحملت الأمثال أيضاً مفاهيم المجتمع التي تنال من كرامة المرأة ومكانتها وتشعرهاأانها انسان من الدرجة الثانية :

(اللي يسمع من مرا يكون مثلها )
(رجال ابن رجال اللي عمرو ما شاور مرتو)
(البيت يلي تديرو مرا كل ماله لورا)



وايضاً المرأة في الأمثال محاصرة في ذاتها وتنظر إليها على أنها مصدر نكد وعبء مادي :

(المرا مرمارة أكثر صفاها شهر تضحك للرجال ساعة وتبليه طول العمر .. إن مات تورثه .. وإن ماتت يحط المهر)



ومع كل ما سبق من الذم بالمرأة يوجد أمثال تحمل للأنثى نظرة ايجابية وتعتبر المرأة شريكة الرجل ومكملة له :

(البنت الحرة مثل الذهب بالجرة)
(إذا كان الرجال بحر , المرا جسر)
(الرجال جنّى , والمرا بنّا)
(الرجال بلا مرا متل الخاتم بلا جوهرة)

وهذه الأمثال كما ذكرت سابقا ما هي إلا نتاج عصر سيطر عليه الجهل والإحباط والمعاناة..

أخيراً
.
.
.
المرأة هي نصف المجتمع وهي تلد وتربي النصف الآخر